بعد سنوات من النضال من أجل إنهاء استخدام العزل الانفرادي في السجون، أدركنا أنه ليس من الكافي إثبات الأضرار الفادحة المترتبة على هذه الممارسة، على الصحة البدنية والنفسية، إذ أن هنالك اتفاقا واسع النطاق حول الأمر. لقد أدركنا أنه من الضروري توفير بدائل حقيقية، وتبيان الوسائل والطرق الكفيلة بإيقاف هذه الممارسة.
لغرض اقتراح بدائل لهذه الممارسة، قمنا بالتعاون مع جمعية Antigone الإيطالية، وهي جمعية تعمل على حماية حقوق السجناء في إيطاليا، بتجنيد فريق خبراء دولي يضم عشرة خبراء من ثماني دول.
استند عملنا مع الفريق الدولي إلى فهم مفاده أن السجون هي مرآة المجتمع، تعكس المشاكل المجتمعية، على غرار الإفراط في حبس الفئات المستضعفة والمجتمعات المحرومة، وغياب الاستجابة الكافية في مجال الصحة النفسية. وهكذا، فإن تتدفق إلى العزل الهوامش الاجتماعية للفئات المقصاة التي يتم حبسها في السجون، حيث إن السجينات والسجناء موجودون بعيدا عن عيون المجتمع، ومعرضات ومعرضين لانتهاك حقوقهم وحقوقهن، وممارسات العزل، بوصف هذه الممارسات شكلا متطرفا من الإقصاء الاجتماعي، يفاقم من احتمالية التعرض للأذى.
هذه الوثيقة، وهي الوحيدة من نوعها، تستهدف الحكومات، والهيئات الدولية، وسلطات الحبس في جميع أرجاء العالم، تسعى إلى وضع حد للأذى اللاحق بالصحة الجسدية والنفسية للمحتجزين في السجون، وهي تهدف أيضا إلى تقليص استخدام العزل الانفرادي وصولا إلى القضاء عليه.